
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى المستشار/ عبدالمطلب عامر النخال رئيس مركز أبحاث ودراسات غزة للتراث والثقافة "الغيداء" والمنسق العام لملتقى عائلات الديار الغزية غزة هاشم ومجلس الادارة وجميع أعضاء ومنتسبي الملتقى أحد رموز الشعب الفلسطيني
الشيخ / حازم السراج (أبو بلال)
الذي وافته المنية بجمهورية مصر العربية
سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمتهِ وأن يُسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أهله وذويه جميل الصبر و حسن العزاء.
" إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون "
محطات بارزة في حياة الشيخ حازم السراج
النشأة والتعليم
ولد الشيخ حازم درويش السراج في حي الرمال بمدينة غزة في 12 فبراير 1950. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس غزة، حيث برع في دراسته منذ الصغر. في عام 1979، حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة بلنسية بإسبانيا، ثم أكمل دراسته العليا وحصل على الماجستير في طب العيون من جامعة أليكانتي عام 1985.
العمل الدعوي في المهجر
خلال فترة دراسته في إسبانيا، كان الشيخ حازم ناشطًا دعويًا بارزًا بين الجالية العربية والإسلامية. تولى رئاسة المركز الإسلامي في إسبانيا، وكان ممثلًا رسميًا للجالية الإسلامية لدى وزارة العدل الإسبانية. كان له دور كبير في نشر تعاليم الإسلام بطريقة عقلانية ومقنعة، مما جعله قدوة للجاليات المسلمة في أوروبا.
عودة الشيخ إلى غزة
جهود دعوية وخيرية
عاد الشيخ حازم السراج إلى غزة في منتصف الثمانينات، حيث كرس جهوده للعمل الدعوي والاجتماعي. ألقى العديد من الخطب والمحاضرات في المساجد والجامعات، وأسهم في تأسيس عدة جمعيات خيرية مثل:
* جمعية الزكاة الخيرية.
* جمعية مكة الخيرية.
* معهد الأمل للأيتام.
كما كان رئيسًا لجمعية دعم الشفاء الخيرية، حيث عمل على تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين في القطاع.
التأليف والمواقف الفكرية
تميز الشيخ بكتاباته التي جمعت بين الفكر الإسلامي والطرح العقلاني. من أبرز مؤلفاته:
* “نظرات في تاريخنا القديم” (1983)، الذي تناول فيه قضايا الأمة بعيون معاصرة.
* دراسة حول “نظرية داروين للتطور” (1982)، حيث ناقشها من منظور إسلامي علمي.
دعا الشيخ دائمًا إلى وحدة الصف الفلسطيني ورفض الانقسامات السياسية، منتقدًا اتفاقية أوسلو بشدة، ورافضًا كل ما يضر بحقوق الشعب الفلسطيني.
أسلوبه الدعوي وأثره على المجتمع الدعوة بأسلوب راقٍ
تميز الشيخ حازم السراج بأسلوب دعوي مبتكر وجذاب. كان يخاطب العقول والقلوب معًا، مبتعدًا عن لغة التهديد والوعيد. استخدم أسلوبًا بسيطًا ومؤثرًا جعل العديد من الناس يتأثرون برسالته ويعتنقون الإسلام، مثل المواطن الإسباني الذي تغيرت حياته بالكامل على يد الشيخ.
نموذج في العمل الأسري والاجتماعي
كان الشيخ مثالًا في اختيار شريكة حياته وتربية أبنائه على القيم الإسلامية. رغم ندرة المحجبات في حي الرمال، تزوج من سيدة محجبة، وأسس أسرة على النهج الإسلامي الصحيح. رزق بأربع بنات وولد واحد، وكان يشدد على أهمية التعليم والقيم الإسلامية في حياتهم.
التحديات التي واجهها
معاناة مع الاحتلال
خلال الانتفاضة الأولى، تعرض الشيخ حازم السراج للملاحقة والاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. تم استدعاؤه للتحقيق عدة مرات بسبب خطبه المؤثرة التي كانت تحث الشعب الفلسطيني على الصمود والوحدة. كما مُنع من دخول الضفة الغربية لفترات طويلة.
الصراع مع المرض
في السنوات الأخيرة من حياته، عانى الشيخ من صراع مع المرض، لكنه لم يتوقف عن أداء رسالته الدعوية حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
رحيل مؤثر وجنازة مهيبة
رحل الشيخ حازم السراج مساء الخميس 9 يناير 2025، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الدعوة والعمل الخيري. وأقيمت عليه صلاة الجنازة يوم الجمعة الموافق 10 رجب 1446 في مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر، ودفن في مقابر المنير الكبيرة على طريق الدائري الأوسطي.